حميدتي اليوم | بيان حميدتي قررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين والتفرغ لقواتنا النظامية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي | نص بيان حميدتي
أترحم أولاً على كل نفس أزهقت بغير حق في النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان وفي الخرطوم وكل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز، أخاطبكم اليوم وبلادنا تمر بأزمات هي الأخطر في تاريخها الوطني الحديث. أزمات تُهدّد وحدتها وسلامتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، وتفرض علينا جميعاً وقفة أمينة وصادقة مع النفس، وتحملاً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية. إن انتشار الصراعات القبلية على امتداد البلاد، وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس التي حرم الله المساس بها، وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية، ستقود بلادنا حتماً للانهيار، وهو ما لن نكون جزءاً منه ولن نصمت أو نسكت إطلاقاً عن كل ما يهدد هذه البلاد وإنسانها. إنني أراقب وأعلم تماماً المخططات الداخلية والخارجية التي تتربص بالبلاد، وأدعو من هذا المنبر كل الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية، للتكاتف والانتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن الحالية، فقد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي الذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شراً.
الشعب السوداني الكريم ...
لعلكم تابعتم القرارات التي أصدرها السيد رئيس مجلس السيادة، والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في الرابع من يوليو الجاري، هذه القرارات التي عملنا على صياغتها معاً وعبر تشاور مستمر وبروح الفريق الواحد وبنية صادقة أن نوفر حلولاً للأزمة الوطنية مهما كلفنا من تنازلات، فنحن لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا، لذا فقد قررنا سوياً إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية، أن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون. لذا ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي.
شاهد أيضآ
الشعب السوداني الكريم ..
سأبذل قصارى جهدي لتذليل أي صعاب قد تواجههم في سبيل الوصول لما يخرج بلادنا لبر الأمان.
الشعب السوداني الكريم ... لقد أمضيت الأسابيع الماضية في دارفور وسأعود إليها مرة أخرى، لمواصلة ما بدأته هناك و تنفيذ اتفاق السلام واستكماله. لقد صُدمت من حجم الدمار الذي خلّفته سنوات الحرب والتهميش هناك، وحجم الصراعات والخلافات بين مكونات الإقليم وانتشار الفقر وسوء الخدمات وغياب الدولة، وقد بذلت جهوداً كبيرة بدأت تظهر نتائجها بصورة مبشرة، لذا سأواصل مع رفاقي الآخرين، العمل الذي شرعنا فيه حتى ينعم كل شبر من بلادنا بالأمن والاستقرار، وحتى نُنهي خطابات العنصرية والكراهية بصورة نهائية، وأدعو كل أبناء وبنات هذا الشعب لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والوعي بتعدّد بلادنا وتنوعها وضرورة إنهاء كل أشكال التمييز فيها، فكل البشر متساوون ولا فرق بين جهة وأخرى أو قبيلة وأخرى أو عرق وآخر. كلنا بشر خلقنا الله من طين وسنعود إليه ليجزينا عن عملنا فيجازي من أحسن خيراً ويعاقب من أساء بآثامه.
ختاماً إنني أجدد التأكيد ومن موقع مسؤوليتي الوطنية والأخلاقية، التزامي التام بالعمل من أجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وحماية المرحلة الانتقالية حتى تقود لتحول ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة، كما أؤكد التزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني، وكل المخلصين الوطنيين الحادبين للالتزام بمهامنا الدستورية، والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية، وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، بما في ذلك بند الترتيبات الأمنية وصولاً لجيش واحد مهني يعكس تعدد السودان وتنوعه، ويحافظ على أمن البلاد وسيادتها ويصد كل أشكال العدوان ضدها، كما نُجدد الدعوة للإخوة حملة السلاح للانضمام إلى السلام.
عاش السودان حراً مستقلاً، وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء.